فضل تمر عجوة المدينة
يأتي فضل تمر عجوة المدينة من الأحاديث النبوية الشريفة التي دلت على أهمية تناوله في الصباح، فقد خصها النبي عليه الصلاة والسلام بالذكر، كما تميزت المدينة المنورة بزراعة أشجار النخيل، وأولت اهتمامًا خاصًا بتمر العجوة لما يقدمه من فوائد عظيمة للإنسان. دعونا نتعرف على فضل تمر عجوة المدينة.
فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً ، لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ)، رواه البخاري، ويحمل هذا الحديث الكثير من المعاني العظيمة لما تحتويه ثمرة تمر العجوة من فضائل نظرًا لقدرتها على إبطال السم والسحر، ويحمل الحديث العديد من الحكم والفوائد الكثيرة، وهي:
- أوصانا النبي عليه الصلاة والسلام من خلال الحديث بتناول سبع تمرات في الصباح، فقد قال النووي: “في هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبُّح بسبع تمرات منه، وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها، وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع ولا نعلم نحن حكمتَها، فيجب الإيمان بها، واعتقاد فضلها، والحكمة فيها، وهذا كأعداد الصلوات، ونُصُب الزكاة وغيرها”.
- يعتبر إرشاد الرسول عليه الصلاة والسلام لأهل المدينة بتناول سبع تمرات من عجوتهم كمكافأة لهم على إكرامهم له عندما هاجر إليهم، حيث كان تمر العجوة من أكثر أنواع التمور التي تتميز بها مزارع النخيل في المدينة المنورة.
- يتوافق التوجيه النبوي مع ما توصلت إليه الدراسات المختبرية الطبية نظرًا لاحتوائه على العناصر الغذائية الهامة لصحة الإنسان، فهو يسهل عملية الهضم، ويقلل من الإصابة بالإمساك، ويقي من الإصابة بفقر الدم، ويعتبر مهدئ للأعصاب، كما يعزز صحة العين، ويحمي القلب من الإصابة بالأمراض الخطيرة، وغيرها الكثير من الفوائد الصحية.
- يعتبر تمر عجوة المدينة من الثمار المباركة، فهي تحتوي على خصائص تميزها عن باقي أنواع التمور، فهو مزروع في أرض مباركة، وهذا ما أكد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه: “اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنْ الْبَرَكَةِ” أخرجه البخاري، وجاء عن أبي هريرة أنه قال: كان الناسُ إذا رأَوا أوَّل الثمر جاؤوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ مَعَهُ” أخرجه مسلم في صحيحه.
- إن في تمر عجوة المدينة شفاء من السم والسحر، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أن يبدأ الناس طعامهم في الصباح بالتمر، وخص بذلك عجوة المدينة، ولذلك يبدأ الصائم فطوره بالتمر امتثالًا لإرشادات رسول الله عليه الصلاة والسلام.
الأحاديث النبوية في فضل تمر عجوة المدينة
توجد العديد من الأحاديث النبوية التي ذكر بها النبي عليه الصلاة والسلام تمر عجوة المدينة، ومنها:
- عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل سبع تمرات، مما بين ربتيها، حين يصبح، لم يضره سم حتى يمسي).
- قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن في العجوة العالية شفاء، أو إنها ترياق، أول البكرة).
- جاء في الحديث النبوي: “العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم”.
إن فضل عجوة المدينة جاء من تخصيصها دون غيرها من التمور التي تنتجها مزارع النخيل في المدينة المنورة، فهي غذاء ودواء وشفاء، وهذا ما جاء في أحاديث الرسول الكريم عن أرض المدينة المباركة بكل ما فيها.